11/01/2017
سورية
سقطت حلب عاصمة المقاومة
- و قامت قوات الإبادة التابعة للكلب بشار وبوتين بذبح شعب حلب بلا رحمة.
- وسلم جنرالات الجيش السوري الحر وجبهة النصرة المدينة علناً.
- وتركت الولايات المتحدة المنطقة والمجال الجوي السوري مفتوحاً ليقوم الأسد وبوتينوصواريخهما وقنابلهما وبراميلهما المتفجرة بتدمير المدن السورية وحلب بشكل خاص.
- وقام اليسار الإصلاحي بعزل الجماهير السورية عن الطبقة العاملة العالمية. وكانت صرخته "إن العدو هو داعش" في حين أن الأسد وقوات المرتزقة التابعة له وبقيادة بوتين وأوباما سحقت ثورة العمال والفلاحين البطولية التي انطلقت في 2011/2012 .
***
حلب لم تستسلم، حلب سلمت تسليماً!
بدا واضحاً في هزيمة حلب الكذب والنذالة بأن حرباً بين الولايات المتحدة و روسيا تدور في سورية. فعندما انتهيا من القضاء على آخر مضطهدٍ في حلب أو إبعاده ، أعلن إردوغان وبوتين بأوامر من أوباما عن عقد اجتماع كازاخستان لضمان "وقف إطلاق النار" و "الانتقال الديمقراطي" في سورية.
بعد المحرقة يتفق الجميع الآن على فرض "سلام المقابار"
يسقط الميثاق بين أميركا وروسيا وتركيا!
إن قوات مرتزقة بشار و حلفائه بوتين وحزب الله وآيات الله الإيرانيين دمروا حلبنا المتمردة. قصفوا جميع المنازل والمشافي ومحطات المياه والكهرباء بعد أشهر من حصارنا، وذلك بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية وغاز الكلور والصواريخ، وفي النهايةدمروا جميع الأبنية والبيوت التي كنا نعيش فيها وذبحوا النساء والأطفال وكل من عثروا عليهم من الرجال وأجبرونا على مغادرة منازلنا وبعد ذلك دخلوا ونهبوها.
وإلى هذه القوى الفاشية، تركت الولايات المتحدة الأجواء لكي تدمر ماتشاء بدون عقاب. لقد قامت الولايات المتحدة بتنسيق سائر الهجمات والغزوات بينهما، وحتى أوباما خرج ليحيي بوتين حين بدأ بقصف سوريا منذ حوالي السنة ونصف السنة. وقال بأنَّه يساعد الشعب السوري ولكنه في الواقع لم يساعد إلا الأسد وبوتين لكي ينجزا معاً الإبادة الجماعية لأنهما كانا يقومان بالعمل القذر المنوط بهما.
إننا نحن المضطهدين والمتمردين في حلب لانستسلم ولدينا روح القتال والسلاح.
لقد سقطت حلب لأنها سُلِّمَت تسليماً إلى ضباط بشار. سَلَّمها رجال الأعمال السنة البرجوازيون الذين يقودون الجيش السوري الحر والنصرة بأوامر من تركيا.
فحلب المحاصرة والأسد على أبوابها قامَ ضباط الجيش الحر يدعون إلى الذهاب مع الجيش التركي إلى خارج حلب، إلى الشمال، إلى الباب، حيث كانت تُمَثَّلُ مسرحيةٌ صامتة هي (الحرب ضدَّ داعش) في حملةٍ تُسَمَّى "درعُ الفرات".
فعلى الرغم من إرادةِ الآلاف المُؤَلَّفة من المقاتلين السوريين، وضدَّ إرادتهم التي تهدف إلى هزيمة بشار ودحره من تلك الجبهة وَضعتهم مباشرةً تحت إمرة أردوغان الذي لم يكن يرغب في دحر بشار أو مساعدة الشعب السوري أبداً. إنَّ أولئك الجنرالات وطبقة الضباط المأجورين والخاضعين في اسطنبول وقطر سَحبوا كلَّ سلاحهم وعناصرهم وعتادهم من حلب. وَهم الذين سلَّمونا من داخل المدينة نفسها. وقالوا إنَّ من لا يتبعهم يبقى بلا شيء. رأينا كثيراً مِنَ الإخوة الذين شاركناهم في المعركة يتميزون غضباً، ذلك إنَّ أولئك المقاتلين في الجيش الحر كانوا ينشدون كما ننشد انتصار ثورتنا ضد بشار وقدموا حياتهم لذلك. كان هناك مقاتلين من الجيش الحر ضحيَّة للأكاذيب والابتزاز ممن ذهبوا في اللحظات الأولى مع أولئك الجنرالات ولكنهم بعد أيام قليلة أدركوا أنهم خدعوا وعادوا إلى حلب.
ولذلك فإنَّ البرجوازية السنيَّة تركت حفنة من جنرالاتها لاحتواء الذين رفضوا التخلي عن المعركة أو الذين استعادوا حلب. أولئك الجنرالات ظلوا كذئاب يلبسونَ لبوسَ الحملان كانوا يقومونَ بإدارة صفقة الانتقال مع جنرالات الأسد في حين كان أردوغان وبوتين والأمريكان ينظمون السقوط النهائي لحلب ومن ثمَّ تسليمها. كان ممثلوا البرجوازية السنيَّة هُم الذين انتقلوا في اللحظة الأخيرة إلى فرق ثورة 2011/2013 للسيطرة على الجماهير، أولئكَ الذين سلَّموا الآن يداً بيد مفتاحَ معسكر العتاد والسلاح الذي تمَّ الحصول عليه بتحطيم جيش الأسد والآن مع الأسف الشديد فإنَّ جنرالات البرجوازية السنية قد انتقلوا إلى الجماعة أو الأصح عادوا إلى حيث كانوا دائماً ، إلى تلك الطبقة من الضباط أعداء الثورة في الجيش السوري.
ذلك كان دور تركيا و قطر وأيضاً بقيادة الولايات المتحدة: يتظاهرون بأنهم يدعمون المقاومة إخضاع مقاتليها لتسليمها فيما بعد من الداخل والوصول إلى اتفاق مخزي مع الأسد وجيوشه المرتزقة. إن أسوأ توقعاتنا وإنذاراتنا الموجهة إلى جميع رفاقنا المقاتلين والمستغَلين في سورية قد تحققت على نحو مفجع.
و بينما كان أحرار الشام هم أيضاً ينصاعون وراء تركيا في عمليتها "درع الفرات" ويرفضون أن يكونوا طرفاً في المعركة من أجل كسر حصار حلب في وقت كانت قوات بشار على الأبواب، فإن جبهة النصرة (المسماة اليوم جبهة فتح الشام) لم تغادر الجبهة في حلب. وفي اللحظة التي كان جنرالات الجيش الحر يغادرون المدينة فضحوهم. وبهذه الطريقة فقد حصلوا على النفوذ العظيم بين مقاتلي حلب. قاتل الكثير من إخواننا الصادقين الثوريين تحت راياتهم لأنهم كانوا ينظرون إليهم على أنهم المنظمة التي كانت في خط المواجهة ضد بشارفي حلب.
ولكن فيما بعد رأينا أبا محمد الجولاني (قائد جبهة النصرة) و مجلسه مجتمعين في "قاعة العمليات" يعلن عن "الخطة لتحرير كامل حلب". من هنا استخدموا نفوذهم ليقولوا إنهم سيمسكون بزمام الأمور. بعد أيام بقليل صرحوا "أن فك الحصار غير ممكن"، في حين كان أفضل مقاتلينا يواصلون الذهاب إلى الجبهة ليقاتلوا من أجل "تحريركامل حلب " وقد تركوا من قبل جنرالات جبهة النصرة هذه المرة يواجهوان مصيرهم لوحدهم وبدون سلاح تحت رحمة قوات بشار والقوات الروسية. العديد من أفضل مقاتلينا سقطوا في تلك المواجهات.
انسحب جنرالات جبهة النصرة إلى إدلب . قالوا إنهم إن فعلوا ذلك فإن طائرات بشار والطائرات الروسية سيتوقفون عن القصف. ولكن الشيء الوحيد الذي كانوا يريدونه هو أخذ أسلحتهم بينما كانت مرتزقة بشار وبوتين وخامنئي و نصر الله تتقدم أكثر فأكثر.
عندما تمكنت هذه القوات المرتزقة من اختراق المنطقة المحاصرة فإن الشعور الذي انتابنا نحن الذين كنا نواجه بشار سواء من الجيش الحر أو من النصرة أو من ميليشيات مستقلة أو من الناس الثائرين هو الخروج من تحت الدمار للقتال والسير كلنا جميعاً منكل المناطق المتمردة لمنع سقوط حلب. لذلك أعلن جنرالات الجيش الحر والنصرة رسمياً بحراً وبراً ومستعينين بوثائق موقعة مزورة أنهم سيشكلون جيش حلب الموحد "للدفاع عنا". ولكن كل ذلك كان عبارة عن كذبة كبيرة بغية الانتهاء من تسليم المدينة وليلتحقوا هم بالفريق الآخر الذي ينتمون إليه أصلاً. إن توحيد "جيش حلب الواحد" الذي أعلن عنه رسمياً جنرالات البرجوازية السنية هو توحيد ضباط الجيش الحر -تحت أوامر تركيا- و ضباط الأسد.
إن هذا التنديد لا نطلقه نحن فقط وإنمايسمع عنه و يناقش في الخيم التي جمدها الشتاء في مخيمات اللاجئين. حتى أن أبو عبدو الذي عين قائداً لجيش حلب الموحد خلال الأربعة عشر يوماً الأخيرة من المقاومة في أحياء حلب المتمردة قد اعترف بذلك. وذكر أن "مؤامرة دولية" أسقطت حلب. ماذا كانت هذه "المؤامرة الدولية"؟ أن تركيا و قطر سحبت جميع عناصرها من حلب ونقلتهم بعيداً مما سمح بسقوط حلب.
ليس هذا بجديد. منذ أسابيع وسكان حلب والمتحدثين باسمهم يقولون لنا، وقد كان بامكاننا التأكد من ذلك، "لا تصدقوا شيئاً مما يقوله الجيش الحر فكل ما يقولون عن كفاحهم هو كذب".
يجب قول الحقيقة : حلب ذبحت على أيدي الأسد وبوتين معاً، وسلَّمها من الداخل تركيا وجنرالات الجيش الحر الفاسدون والنصرة.
إن كثيراً من دماء الأبطال المقاتلين روت أرض سوريا الثورية. لا يمكن الصمت و السكوت عن أن رجال أعمال البورجوازية السنية، بمساعدة رجال كهنوتهم ، ورجال يملكون الملايين ويلبسون لبوس "المعارضة" كانوا يخافون جداً من جماهير العمال والفلاحين المسلحين أكثر من خوفهم من جنرالات بشار وهم كما كانوا ومازالوا يحافظون حتى الآن في خضم الحرب الأهلية على علاقات تجارية ضخمة وخفية معهم. ومثالٌ على ذلك هو أنهم يتحكمون بمياه دمشق من الغوطة، وتصدير البترول و البضائع من المناطق المتمردة إلى تركيا، وتنقل الدولارات بواسطة الصيارفة إلى المصرف المركزي حيث يرسل الأسد الليرات السورية إليهم لتنفيذ الصفقات التجارية في السوق الداخلي السوري.
إنَّ الجنرالات أصحاب الملايين الذين يلبسون لبوس "المعارضين" لديهم علاقات مشتركة مع بشار من خلال الصفقات التجارية التي يعقدانها معاً أكثر من علاقاتهم بالجماهير السورية وبالنضال من أجل الحرية. وهم ليس لهم وطن ولا راية، وإنما صفقاتهم التي يدافعون عنها.
إنَّ ما يَجمعُ المضطهدين معاً كائنة ما كانت الجهة التي ينتمون إليها هو الخوف من أن يرونا نحن العمال و الفلاحين الجائعين، مسلحين، وفي كثير من الحالات نحتل مع أسرنا البيوت التي تركتها الأوليغارشيا ورجال الأعمال، حين هربوا من الثورة. لا يعيش أحد منهم في أحيائها التي دمَّرتها قنابل الأسد ولا أحد منهم يعيش اليوم في مخيمات اللاجئين في خيام بعضها بها ثلوج الشتاء الباردة. في خيامنا نتقاسم القليل من الطعام الذي نتمكن من الحصول عليه.
إنَّهم يخافون لأنهم يعرفون أننا إذا ما امتلكنا السلاح لاستولينا على الخبز. ولذلك فإنهم عزلوا اللجان التنسيقية و حلُّوها، والمنظمات ذات السلطات المزدوجة للشعب والجنود الواسعة ، وفرضوا بالسلاح وبالمال السيطرة على جيش أحزابهم.
إنهم يتآمرون منذ سنوات في مؤتمرات جنيف، وهم يبحثون عن نتيجة حاسمة تكون فيها سورية ذبيحة وثورةً نازفةً واتفاق يتقاسمون بموجبه مع القوى الامبريالية والشركاء الاقليميين، الغنيمة، أي سورية المستعمَرَة.
هذا هو اتفاق جنيف بين بوتين وأوباما والأسد و تركيا وشركائها من السعودية ، اتفاق لسحق ثورة المضطهدين من الخارج. و بمساعدة جنرالات البورجوازية "المعارضين" وتسليمها من الداخل، هذا ما فعلوه في حلب، كما فعلوه من قبل في درعا وحمص و داريا، ومعظم المدن المتمرِّدة السورية التي استطعنا أن نستولي عليها في السنوات الأولى للثورة.
والآن فإنَّ جنرالات الأسد والجيش الحر وجبهة النصرة يناقشون وقفاً لإطلاق النار، يتلوه محادثات في مؤتمر كازخستان، بدعوة من روسيا و تركيا، لقد عانت الثورة من ضربةٍ مُميتةٍ بسقوط حلب، آخر معاقل الثوار. والآن يناقشون "سلامهم" في مؤتمر كازخستان بين الولايات المتحدة وسفاحيها في روسيا البيضاء وتركيا، وغيرها من قوى امبريالية يتقاسمون صفقات سوريا النازفة دماً. لقد بدأ الانتقال ، وهم يناقشون ما تَبَقى لكل منهم.
سورية ستقسم، وهم سيحاولون ذبحنا واستعبادنا في معسكرات اعتقال، هذا هو سلامهم: سلام المقابر.
إن المضطهدين وبطانتهم من البرجوازيين تجار النفط أصحاب أردوغان، وأنذال موسكو يفركون أيديهم لبناء أنبوب النفط تِركيش ستريم الذي سيمر من سيبيريا وهو يحمل نفط سورية والعراق وإيران متوجهاً إلى تركيا ومن هناك إلى البحر الأبيض المتوسط وأوروبا . وأثناء ذلك ، نحن الملايين المبعدين في معسكر الاعتقالات ... عبيد ... نتعرض لثلج الشتاء وبرده أو حر الصيف الشديد.
نحن الذين نقاتل و نفقد حياتنا في هذه الثورة البطلة لا نقبل الاجتماعات ولا المعاهدات التي تجري وراء ظهر الشعب ولا سلام المقابر سلام أوباما-بوتين-إردوغان!
الثورة صنعناها نحن الفقراء والمضطهدون وقد سلموها وسحقوها الطغاة!
الثورة لم تنته هنا ...إنها بداية مقاومة العمال والفلاحين. الأسلحة لا تُسلّم!
النضال هو من أجل الخبز والحل هو نزع ملكية المصرفيين وأسياد الحرب و السياسيين والتجار وكل أولائك الذين في الأعوام الخمس الأخيرة من البؤس اغتنوا على حساب عرق جبيننا ودمنا. هنايوجد المال والأرصدة لتمويل الثورة والجماهير المضطهدة والمناضلة! وإلا فإن إردوغان وبرجوازيات قطر والعربية السعودية ستلجأ بـ "مساعدتها" إلى الابتزاز لتفرض سياستها المتمثلة بتسليم الثورة وتقسيم الأعمال مع عصابات الأسد وبوتين.
إن السلطة الوحيدة التي نعترف بها هي سلطة لجان التنسيق والتنظيم الذاتي للأغلبية العظمى من الشعب المظلوم الذي لا يسمح بمثل هذه الخيانة لثورته. من أراد أن يساهم وأن يكون متضامناً مع الثورة السورية فليقدم ما يريد إلى لجان التنسيق في كل مدينة وضيعة و محافظة متمردة. يجب أن تكون اللجان من تنسق وتركز فرق المقاتلين ضد الأسد. هذا هو الضمان الوحيد لِمنع انقسام قوات الثوار أكثر من ذلك وألا يحاول أحد استخدام أيَّ مُقَاتلٍ ليسلِّمَ ثورتنا و شعبنا.
يجب أن تكون الخطوة الأولى : الجنرال الذي يذهب إلى مؤتمر كازخستان هو جنرال تمَّ طرده من المقاومة !. إنهم يأتون ليفرضوا علينا سلامهم ، سلام المقابر. فهم لا يمثلوننا !
محاكم العمال ، الجنود المرابطون والفلاحون الفقراء ليحاكموا ويعاقبوا كل الجنرالات البرجوازيين الذين سلموا حلب !
رجال الدين السنَّة المعيلون لهذه البرجوازيَّة الخائنة يستغلون نوايانا الحسنة ومعتقداتنا و تقاليدنا الثقافية ليبرروا الاستسلام. في سوريا ثورةٌ ونحن الفقراء و المشردون من لا نملك شيئاً ولا حتى لشراء الخبز نحن صنعنا الثورة ، لا نستسلم ولن نستسلم وسنبقى نقاوم ضد أولئك الذين يملؤون جيوبهم بالدولارات ويسرقون بيوتناوممتلكاتناكغنائم حرب.
اخرجوا أيها الخونة من سلمتم الثورة!
الثورة السورية لم تُهزم. ما زال واحد منا على قيد الحياة فالثورة لن تموت أبداً.
من كتيبة ليون سيدوف نصرح:
- لقد سُلّمت حلب من قبل البرجوازية السنية بكل أطيافها علمانية ودينية في اتفاق مخزي مع الأسد وروسيا وتركيا. لقد أخفوا مئات الدبابات وآلاف الصواريخ وقطع من سلاح المدفعية التي سلمت الآن إلى جيش مرتزقة الأسد. وكما ندد شعب حلب فقد باعوا صواريخ أرض – جو والمتشعرات الحرارية التي كنا نحتاجها لاسقاط الطائرات، أخفوا دولاراتهم في جيوبهم وغادروا وتركونا تحت رحمة القصف الجوي. وكانوا يقومون بكل ذلك وهم ينسحبون إلى إدلب والباب تحت القيادة التركية.
- جنرالات الأسد والجيش السوري الحر وجبهة النصرة يعرفون بعضهم. كلهم رجال أعمال و لديهم العديد من العوامل المشتركة. من حواجز التفتيش كرسوا أنفسهم للاتجار وعقد الصفقات بينما كنا نحن نقاتل ونموت من أجل الخبز والحرية. لذلك فإن الثورة لن تنتصر إلا إذا ترأسناها نحن العمال والفلاحين والجنود البسطاء من كنا حقاً نقاتل لاسقاط بشار ولم نسع ولا نسعى إلى التفاوض معه.نحن نقاتل دون كلل من أجل لجان التنسيق التي تعمل بديمقراطية مباشرة ولهذا السبب أرادت أحزاب جيوش الجنرالات البرجوازية أن تفككها.
- إخوتنا من الشعب الكردي المضطهد سلموا من قبل حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، تحت مراقبة اليانكيز، إلى اتفاق مع الأسد ضد الثورة وهكذا فقد استُخدموا لزعزعة الجبهة العسكرية ضد بشار. والآن هم منبوذون في اتفاقيات تركيا-روسيا والأسد حيث لا يسمح لهم ولا حتى بالمشاركة في مؤتمرات كازاخستان. أخذ إردوغان الباب وحاصر كانتونات الأكراد في الشمال، في حين عمّق الهجوم على الشعب الكردي في تركيا، وآيات الله الإيرانييون يصوبون بالبندقية على رقبتهم ليسيطروا عليهم.
- بينما كان اليسار الإصلاحي يسلم الثورة السورية إلىسيافيها. بعضهم أيدوا مجرمي الحرب بشار وبوتين عَلَناً ، والبعض الآخر فعلوا ذلك بطريقة غير مباشرة وذلك بدعمهم لحزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقليلون أيدوا البرجوازية السنية والجنرالات الخونة من الجيش السوري الحر.
ولكن الجميع جمعهم نداء واحد "العدو هو داعش"... "العدو هو داعش"، رددوا العبارة ودقوا جرس الخطر في كل أنحاء العالم وبهذه الطريقة فكوا قيود أيادي الأسد وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية ليذبحوا ثورتنا و يسحقوها.
انضموا إلى صدى دعاية الإسلاموفوبيا الإمبريالية لإخفاء مذبحة بشار وبهذه الطريقة عزلونا من طبقة العمال العالمية بينما كانت الإمبريالية ترسل إلينا عملاءها المناهضين للثورة. صورونا نحن الذين كنا نناضل من أجل البقاء على أننا "إرهابيون وجهاديون متدينون".
الهزيمة التي أصبنا بها لم تكن بسبب قوة الأسد ومرتزقته الذين لم يصمدوا لهجوم ثوري جماهيري واحد. هُزمت مؤقتاً لأنها عزلت عن تضامن المُستَغَلين وتأييدهم من قبل يسار خائن خادم وال ستريت، جزاري الجمهورية الفرنسية الخامسة الامبرياليين و آل بوربون إسبانيا الذين كانوا يقدمون الإمدادات والوقود للبحرية والطائرات الروسية. اليسار القذر في حكومة اليونان زج العديد ممن في صفوفنا في معسكرات الاعتقال في ذلك البلد. في حين ترك الجميع الآلاف من أبنائنا ونسائنا يهلكون في البحر المتوسط.
لم يحرك الحزب اليساري الإسباني "بوديموس" ساكناُ كماأنه لم يستنكر امداد البحرية الروسية من على شواطئ إسبانيا التي أتت فيما بعد لتملأ بيوتنا بالصواريخ والقنابل المتفجرة. أولئك هم الساخرون الذين كانوا ينددون بحرب عالمية ثالثة بين الولايات المتحدة وروسيا في سورية، في حين كانت قوات بوتين المرتزقة المناهضة للثورة تحصل على الإمدادات من القواعد العسكرية لحلف الشمال الأطلسي.
آخرون مثل جماعة كاسترو حالياً أو شافيز أمس زاروا إيران أو أرسلوا ضباطاً وعقداء ليساهموا مع جيوش الأسد المرتزقة ... وكل ذلك باسم اليسار والطبقة العاملة.
ثم يمزقون ثياب "التأخر السياسي والديني" لرفاقنا. المسؤولون الحقيقيون عن هذا التأخر هم هؤلاء الخونة الفاسدون المدفوعون من قبل الرأسمال للمحافظة على صفقاتهم في كل العالم.
- النصر كان ضرورياً وممكناً جداً. وقد برهنا على ذلكمراراً وتكراراً كما أُثبت أننا لكنا انتصرنا لولا القيادات الخائنة.
في 2011/2012 مع التعبئة في كل المدن صدعنا جيش بشار. بسطنا سيطرتنا على 80% من سورية وبقي الكلب بشار محصوراً في مساحة صغيرة في دمشق. حتى إننا وصلنا إلى أبواب القصر الرئاسي. لكن الجيش السوري الحر بذل قصارى جهده لصد هجومنا والسيطرة عليه و جعلنا نتراجع بحجة "انسحاب تكتيكي".
في 2013 حررنا محافظة بأكملها كالرقة في غضون يومين. وبعد ذلك بقليل في العام نفسه بدأ التمرد في دمشق. أرسلت الإمبريالية خادميها من البرجوازية الشيعية في إيران ولبنان لدعم بشار لكي لا يسقط ، بينما كان الجيش السوري الحر يعزل المعارك التي كانت تُخاض في دمشق والقصير. ثم أتت جبهة النصرة لتعزز سيطرة البرجوازية السنية في المناطق المحررة وتعزز داعش الركن الخامس الذي جاء ليسحق الثورة من الداخل في الرقة ودير الزور.
في 2015 وصل إخواننا اللاجئون إلى أوروبا وكسروا جدار الصمت والافتراء الذي فرضه اليسار الإصلاحي. وقد عزز ذلك معركتنا في سورية وتمكنا من التقدم والسيطرة على مدينة إدلب -التي كانت بأكملها تحت سيطرة بشار- ومناطق في حلب و اللاذقية و لم يعد يقدر الجيش السوري الحر على احتواء الجماهير في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق ، وهو يقاتل على بعد أمتار من القصر الرئاسي.
لذلك أرسل أوباما جيش بوتين جيش الابادة الجماعية المناهض للثورة ليرتكب المذابح بلا شفقة في حين في أوروبا ابتداء من الهجوم الذاتي الذي نفذته فرنسا في 13 تشرين الثاني في باريس ، كان اليسار يردد كالببغاوات الدعاية الإمبريالية ونشر الإسلاموفوبيا في العالم ليعزلنا ويسلمنا لتلك المذبحة.
في الأشهر الأولى من 2016 قامت روسيا والولايات المتحدة بمهزلة "وقف إطلاق النار" لقصف حلب وجميع المناطق المتمردة بغزارة. كانت هذه المجزرة على درجة من الوحشية بحيث قصفوا مخيم اللاجئين في السرمدة مما أثار جنوننا جميعاً فلا نستطيع أن نكون لاجئين حتى على أراضينا.
جاء ردنا في أوائل شهر أيار 2016 مع انتفاضة في خان طومان (الواقعة في الضواحي الجنوبية لمدينة حلب) لأننا رأينا أنه بهذه الطريقة كان بالامكان كسر الحصار الذي فرض مؤخراً على المدينة. أمام هكذا انتفاضة حاولت جبهة النصرة احتواءها. منذ ذلك الحين كرسوا أنفسهم لتقسيمنا في العديد من المعارك الصغيرة في قرى بعيدة معزولة.
لكن الغضب كان أشد. بدأت السيطرة عليه تتحطم . نظمنا التعبئة إلى ثكنات الجيش السوري الحر لنستعيد الأسلحة التي كانوا يخفونها عنا. بدأنا نستولي على المعامل ، مثل معمل العقاد للمنسوجات في أورم الكبرى حيث نظم العمال أنفسهم ، طردوا المدير وراحوا يشغلون المعمل تحت سيطرتهم. وضع الجيش السوري الحر نفسه في خدمة البرجوازي صاحب المعمل واستنكر عملية المُصادرة وحتى أنه أعطى الطيران الروسي الإحداثيات ليقصف المعمل المُصادر.
في تموز من العام نفسه حركَنا العوز والجوع ، ولنضع حداً للمجزرة انتفضنا في مدينة حلب بأكملها ، في الأحياء المتمردة كما في الأحياء التي كانت تحت احتلال بشار. فرضنا سيطرتنا على مركز المدينة وأجبرنا قوات بشار المرتزقة على التراجع واستولينا على ثكناتهم وأبنية سفارات وحتى أننا هددنا بتملك أهم المصارف. مرة أخرى إدارة الجيش السوري الحر بدلاً من أن تضع سلاحها لدعم النصر والمضي قدماً بذلت كل ما بوسعها لصد هذه العملية بحجة أن "الظروف غير مؤاتية للمحافظة على مواقع" وأنه يجب الانسحاب.
ولكن ذلك لم يحد من غضبنا وأملنا بتحرير حلب لنستعيد منازلنا ونطرد قوات بشار المرتزقة ونتابع مسيرتنا إلى دمشق وبعد أن نهزم الكلب سنسير مع إخواننا الفلسطينيين حتى القدس.
في أواخر الشهر ذاته ، وكجزء من هجوم تموز، عدنا واستجمعنا قوانا في خان طومان. من هناك أطلقنا هجوماً مضاداً أدى إلى الاستيلاء على سلاح المدفعية في راموسة وفكينا الحصار على حلب أخيراً وذلك في أول أيام آب 2016.
حتى أننا وصلنا إلى المكان الذي لم تكن تريدنا أي إدارة برجوازية أن نصل إليه وهو أحد أغنى أحياء حلب المسمى الحميدية حيث يسكنون كل أعضاء البرجوازية العليا التابعة لبشار وللمعارضة على حد سواء. ولكن عندما رأونا نحن المضطهدين نقتحم أبنية المستغِلّين الفخمة بدأت تركيا و قيادة الجيش السوري الحر العليا تهدد كل من كنا هناك لكي لا نتقدم . لم نكترث بتلك التهديدات ودخل ألف منا قادمون من فرق الجيش السوري الحر وجبهة النصرة وفرق أخرى مستقلة إلى ذلك الحي. بدأنا نتوغل في مجموعتين من 500 عنصر . أرسلت الإمبريالية اليانكي مراكب قتال جوي بدون طيار وأغارت على المجموعة التي كانت في المقدمة . لم ينفع الاحتماء في المباني لأن السلاح كان سلاحاً ذا تقنية عالية. ترك الهجوم 450 عنصراً خارج القتال مما أجبرنا على الانسحاب. تبين مرة أخرى أن الطبقات صاحبة الأملاك في سورية حتى في وسط الحرب الأهلية وهي تتنازع على صفقاتها في سورية المُلَبْنَنَة متأكدة من أن الكل يعمل على نزع سلاح الجماهير ومنعهم من إسقاط الأسد في دمشق مما يضع موضع الشك ملكية الطغاة الخاصة. البعض مثل الكلب بشار قاموا بذلك عن طريق سياسة إبادة الثورة وآخرون بإفساد نظامها من الداخل.
ومثله مئات المحاولات الهجومية الثورية قام بها عشرات الألوف من مقاتلي الثورة السورية كما حصل في مقاومة داريا البطلة التي دامت أربعة أعوام ، قتال أهل القصير الحاسم الذي صمد خلال ثلاثة أشهر فقط بعد أن غادر جنرالات الجيش السوري الحر ، حمص المَنيعة التي أطلق عليها جنرالات الأسد الفاشيون "الأفعوان ذي السبعة رؤوس" لأن الجماهير استعادت السيطرة عليها مرات عديدة وهناك قائمة طويلة من الأمثلة الأخرى.
ألف مرة ومرة تم إفسادها من الداخل . وعندما لم يكن ذلك كافياً أرسلوا قوات داعش المضادة للثورة لتفرض نفسها حاملة سيفها بيدها على المحافظات الثورية في الرقة ودير الزور، بعد أن كانت قد حاولت بالدم والنار إخماد انتفاضات الجماهير الثورية في الفلوجة والموصل ضد حكومة الحماية اليانكي في العراق. انتهى المطاف بداعش إلى كونه جزءاً من حصار حلب المتمردة وكذلك وحدات حماية الشعب في حي الشيخ مقصود التي فتحت ممراً لتجبر ، إلى جانب جنرالات الأسد ، الجماهير على الاستسلام.
حاصروا جميعهم حلب المتمردة وسببوا هذه الهزيمة النكراء للثورة السورية. الموضوع هو قول الحقيقة مهما كانت مؤلمة لأن إمكانية استجماع قوانا تكمن فيها.
كان واضحاً أنَّ جميع الوحدات كانت مستعدة لمنع انتصارنا.
- عَزَلَ الجنرالات البرجوازيون جمعيات ولجان التنسيق، ونصبوا بدلاً منها غرف عمليات عسكرية. وكانوا هم الذين سلموا المقاتلين، وكان رجال الدين الذين احتكروا معتقدات الشعب لتبرير تسليم أولئك المقاتلين. هم عقدوا صفقاتهم فقط، في حين قدم مقاتلون، بمن فيهم من كانوا تحت راية الجيش الحر أو جبهة النصرة، حياتهم من أجل هزيمة الأسد. إن امتلاء جيوبهم هو كل ماكان يهمهم. لأنهم بورجوازيون. فهم لم يكونوا هنا من أجل دحر الجيش الإسلامي. ومعهم عقدت صفقات أثناء الحرب. لقد ملؤوا جيوبهم بالدولارات والآن هم مستعجلون للقضاء على ثورتنا، التي لم يرغبوا بها أبداً.
بإدارة بورجوازية للحرب الأهلية لا يمكن الانتصار لأن هذه ثورة. يكون الانتصار بنزع ملكية الرأسماليين والاستيلاء على البيوت من أجل جميع اللاجئين والأرض من أجل الفلاحين والفقراء والخبز والحرية من أجل جميع المُستَغَلِّيْن، وتوحيد نضالنا مع إخواننا في جميع البلدان الأخرى والأقوام المُضطَهَدَة كالأكراد.
7. إنَّ الثورة السورية كانت حلقة من سلسلة واحدة من ثورات المغرب والشرق الأوسط. هنا تتركز جميع القوى المعادية للثورة لقطع هذه السلسلة في نقطة ما. إنَّ القتل الجماعي وتدمير المدن، وخروج هذا العدد الكبير من اللاجئين، كان يعود إلى أنَّهم يريدون هنا ليس إخماد الثورة في سورية وإنما في المنطقة كلها ومعاقبة الطبقة العاملة العالمية كلها لكي يرى الجميع ما سيواجهونه إذا "تجاسروا" على الانتفاض ضد الدول البرجوازية، ووضعوا مصالح الإمبريالية موضع الشك.
8. وبالإتفاق الروسي التركي، أرست الامبريالية آلية تحكم معادية للثورة في إحدى المناطق الأكثر اضطراباً وانعداماً للاستقرار في العالم، بعد أن تفجَّرت الثورات فيها سنة 2011. أصبحت الصهيونية فاقدة القدرة على إطلاق النار. فإذا هاجمت الجماهير لوحَّدت الجميع ضدها. وتعيَّن على الامبريالية الأمريكية أن تذهب إلى العراق بسبب المقاومة البطولية، ومعركة اخواننا من طبقة العمال والفلاحين في الولايات المتحدة الذين منعوا بورجوازيتهم الإمبريالية من الذهاب إلى حروب جديدة. ومبارك و بن علي والقذافي "أداروا" رؤوسهم نحو الصحراء.فذلك الاتفاق الروسي-التركي هو الشرطي الجديد في الجمهوريات الإسلامية في أوروبا و آسيا و الشرق الأوسط.
9. أعلنوا عن وقف لإطلاق النار الذي لم يكن سوى كذباً، وغطاءً لكي يستمرَّ بشار في القتل ، لأن ما سموه بالانتقال يتطلَّب أولاً نزعَ سلاح الجَمَاهير. وكان يتعين عليهم فرض نظام مستقر للسيطرة من أجل صفقاتهم، لذلك فإنهم مستمرون في مذابحهم في معاقل المعارضة التي بقيت ثابتة في محيط دمشق كالغوطة ووادي بردى. لأنَّ الأولى منطقة صناعية هامة والثانية مصدر المياه الذي يزود دمشق كلها وماحولها بالمياه الصالحة للشرب.
ونتيجة قصف قوات بشار وحزب الله توقفت محطة تزويد دمشق بالمياه عن العمل وبقيت دمشق وكثير من المدن الغربية منها بلا ماء. وذلك يعني أنَّهُ خلال السنوات الماضية كلها من الحرب الأهلية، كان وادي بردى تحت سيطرة القادة البرجوازيين للجيش الحر يزود بشار بالمياه. هذا مثال واضح على أنَّ أولئك الجنرالات كانوا يعقدون صفقاتهم و يزودون الأسد بالمياه. إنَّ دمشق وقواعدها العسكرية حيث توجد قواتهم المجرمة ومطاراتهم التي تُشن منها غارات الطائرات يومياً كانت المياه تصلهم دائماً. لم يقطع جنرالات الجيش الحر المياه عن الحكومة، ولا عن القوات المرتزقة الأجنبية التي تقتلنا. وكان يمكن دعوة المتمردين في دمشق لقطع المياه عن الأحياء البرجوازية وإيصالها إلى جميع الأحياء التي تقاتل الكلب بشار. ولكن من الواضح أن مثل هذا البرنامج لن يطبق أبداً من أي جنرال برجوازي.
10. لسنا جزءاً من المسيرة التي يقومون بها أيام الجمعة في المناطق التي ليست خاضعة لسيطرة بشار ويديرها جنرالات الجيش الحر تحت شعار " تُوَحِّدنا قُوة وحيدة" في وقت وقَّعت تلك "القوة الوحيدة" اتفاق سلام المقابر وتأهبت للذهاب إلى اجتماع كازخستان. ذلك لكي ينضموا ولكي يشرِّعوا الانتقال الذي يريدونه من اجتماعات كازخستان والنظام الذي يفرضونه من هناك على أساس المفاوضات.نحن مع المقاومة لهزيمة الكلب بشار وجميع الذين يتحالفون مع هذا القاتل، ومن أجل تحقيق جميع مطالب ثورة الخبز و الحرِّية.
11. وَيبقى واضحاً مرَّة أخرى، أنَّه بدون ثورة عمالية و فلاحية مُنتَصِرَة ليس هناك خبز، ولا أرض ولا حرية ولا استقلال وطني. وهذه هي عظمة درس الثورات التي انطلقت من تونس إلى القاهرة ومن اليمن إلى سوريا ومن ليبيا إلى مراكش وسائر المنطقة.
هذا الكم الكثير من الخيانة والقتل الجماعي والنهب، لن يبقى بدون عقاب. لن يتمتع القَتلة المتآمرون وخونة الثورة بالسلام، إلى أن يتمكن الشعب السوري من الحصول على الخبز وتحقيق العدالة والحرية. ومن مخيمات اللاجئين ومن كل مكان يعيش فيه ميليشياويو سُوري مُسْتَغَل، ستكون هناك مقاومة.
يسقط تحالف الاستسلام، تحالف بوتين وأردوغان والأميركان !
ينبغي دحر قوات الأسد الفاشية ! لتخرج جميع القوات الأجنبية من سوريا وأولاً القوات الروسية و العراقية و الإيرانية واللبنانية وجميع القوات التي تساند الأسد!
لنخرج تركيا والأمريكان من سوريا !إنهم موجودون كي لا يُهزَم الكلب بشار!
إنَّ الثورةلا تُفَوَّضُ! ، وجنرالات الجيش الحر البورجوازيون، لا يمثلون أبطال الثورة المقاتلين.ولِتعد الأسلحة إلى الشعب ! لنَعُد إلى إحياء اللجان التنسيقية بديمقراطية مباشرة!
إننا نحارب من أجل سورية حرة، للعمال والفلاحين! الذين يعيشون فيها فقط، وفي هذا الصراع. الشعب الكردي يمكنه أن يحصل على حق تقرير المصير الوطني، ويدع جانباً اتفاق المستسلمين الذي وضعه حزب العمال الكردستاني و بشار.
نناشد جميع الذين لم يستسلموا، والذين يريدون استرداد بيوتهم، والذين مازالوا على استعداد للثأر بسبب فقدانهم أعزائهم والذين مازالوا يقاتلون من أجل الحصول على الخبز والحرية، وجميع إخواننا الذين نتقاسم وإياهم جبهة القتال، والمعركة يومياً من أجل انتصار الثورة السورية.
نناشد المضطهدين الأكراد الذين يودون حقاً الكفاح من أجل حق تقرير مصير الشعب الكردي كله في سوريا المُعذَّبَة ، والذين يخضعون إلى أردوغان في تركيا، أو إلى حراب الملالي الإيرانيين.
نحن الذين نعاني من برد الشتاء في مخيمات اللاجئين الذين نقاتل من أجل الخبز والحرية ندعو إلى إعادة توحيد قوانا ضد جميع الذين يريدون تسليم دماء شهدائنا على طاولة صفقات في كازاخستان لكي يملؤوا جيوبهم بالدولارات، في حين اننا نحن ليس لدينا ما نقتات به.
من لجان التنسيق الثورية للثورة السورية، ومن كتيبة " ليون سيدوف" ندعوا إلى فرض سلطة المضطهدين و المظلومين، والذين مازالوا الطلائع الحقيقية لهذه الثورة العظيمة التي تنزف الآن دماً.
ليخرج الأسد ..!
ويسقط اتفاق تركيا روسيا الولايات المتحدة المعادية للثورة ويسقط مؤتمر كازاخستان !
من أجل سوريا ثورية للعمال والفلاحين !
ومن أجل جمعية وطنية ثورية، حرَّة مستقلّة تنسّق مقاومة الشعب السوري وتوحّدها كي لا يكون شعباً خاضعاً لقوى بشار الفاشية المعادية للثورة وللاتفاق الاستعماري التركي الروسي الأميريكي !
من كل مخيم لاجئين، ومن كل تجمع محاصر ومن كل جبهة معركة، ومن كل حي متمرد، ومن كل معمل، ومن كل مدينة وقرية انتفضت وثارت، يجب أن نختار مندوبين ( مندوب واحد لكل عشرة آلاف من السكان) لتشكيل جمعية وطنية سورية ستكون أكثر ديمقراطية وتمثيلاً من ذلك الاجتماع البرجوازي الطفيلي في كازخستان .
ستكون مهامها الأولى:
· فرض هزيمة الأسد في دمشق ومحاكمة جميع جنرالاته ومعاقبتهم كمجرمي حرب أمام محاكم عمالية وشعبية.
· ستكون نتيجة تلك الهزيمة انسحاب جميع قوى الغزاة من سورية، بدءاً من المرتزقة بشار والممثلين.
· عدم الاعتراف بكل اتفاق أو وصاية على شعبنا من قبل القوى الامبريالية العالمية. وكل اتفاق مثل اتفاقات جنيف أو كازاخستان التي بدأت بتقاسم الصفقات على حساب شعبنا المضطهد.
· سنناضل من أجل إرساء جبهة وطنية ثورية مستقلة وديمقراطية للطبقات المسحوقة أي للأكثرية الواسعة من شعبنا، لاستعادة جميع القوى والقدرات المنتجة السورية. مصارفها، بترولها ومصادر طاقتها، للانتصار في الحرب، ولاستعادة قيادتها بكرامة شعبنا الجائع.
· جمعية وطنية ثورية تنظم جميع القوى المتمردة السورية في حملة دفاعية عامة بقيادة تنظيمات المندوبين والممثلين المباشرين للمُستَغَلِّين السوريين ... وَهي الوحيدة التي سيمكنها تنسيق و تنظيم جميع القوى العسكرية للمظلومين السوريين، لكي تنتهي إلى قطع رأس الأفعى القابعة في دمشق.
إننا ندعو إلى وحدة قوانا في جميع أنحاء العالم ... وجميع التنظيمات العمالية المناضلة أن تقف صامدة من أجل ثورتنا. لأن جميع القوى المعادية للثورة التي تنتصر هنا ستبقى أقوى بمليون مرة لكي تسحق أي حروب تنشب ضدها.
ضد مؤتمر بوتين وأردوغان وأوباما-ترامب في كازخستان، ندعو إلى مؤتمر- معاكس دولي لدعم الثورة السورية.
إننا نحن، آلاف وآلاف مقاتلي الثورة نرفض ولا نقبل الاستسلام، ولا نعترف، ولن نعترف بأولئك الذين سيسلموا دماء شهدائنا إلى كازخستان. إنَّ مئات الألوف من شعبنا كان مصيرهم معسكرات الاعتقال في أوروبا، حيث يعاملون معاملة شبيهة بالمعاملة التي يُعامِلُ بها الأسد لاجئينا ضمن حدود سوريا. هم أيضاً تنظموا، ويتلقون تضامن مئات تنظيمات الكفاح العمالية الأوروبية.
وقد رأينا عديداً من المنظمات العمالية في العالم تبدأ في الوقوف صفاً واحداً إلى جانب ثورتنا... كنقابات معامل لاباس البوليفية، ونقابات عمال وسائل النقل في مدريد أو نقابات CNTE في المكسيك . إننا نناشد هؤلاء كما نناشد جميع التنظيمات العمالية و المناضلة أن تنضم إلى هذا المؤتمر المعاكس، لأننا نخوض في سورية معركة الطبقة العاملة في العالم.
إننا نعلم أن آلاف المقيمين السوريين في الخارج تعاونوا منذ اللحظات الأولى مع ثورتنا، وحملوا رايتها من جميع أنحاء العالم لكي يحيطوننا بالتضامن.
لقد وحدت القوى التي تعمل على دعم ثورتنا، وهي موجودة من أجل بقاء ثورتنا حيَّة. ولهذا فإننا نناشدها أن تكون على استعداد لتشكيل لجنة منظمة لفك طوق الحصار والتضامن والوقوف صفاً واحداً إلى جانب الثورة السورية.
إننا نناشد الطبقة العاملة التركية، التي يضعها اليوم أردوغان تحت حذائه، أن ننهض لفتح الحدود وفرض انسحاب القوات التركية من سورية، وتوحيد المعركة في سوريا وتركيا من أجل المساواة في العمل والرواتب.
إن ملايين العمال السوريين هم عمال مستعبدون في تركيا مثلهم مثل العمال الأكراد أيضاً والأكثرية الواسعة من الطبقة العاملة التركية، فهناك توجد الكتائب الأكثر أهمية من الطبقة العاملة للنضال من أجل الخبز والحرية، وهزيمة المجرم بشار وبوتين اللذان يضمهما عقد مع أردوغان.
فتح الحدود التركية مع سوريا لكي يتمكن التضامن الدولي مع الجماهير السورية من الدخول و مدّ المقاومة بالمؤن!
نذهب اليوم إلى حلفائنا من الطبقة العاملة الإيرانية للنهوض ضد آيات الله، أولئك الحلفاء أيضاً من الجائعين و المضطهدين على النحو ذاته الذي تقتلنا تلك الثيوقراطية المجرمة و إيران ليست عدونا وإنما عدونا آيات الله و حماتهمأعداء الثورة! إن الجماهير الإيرانية التي تناضل ضدهم حي حليفتنا!
نناشدها أيضاً أن تتخذ من أفضل تقاليدها في الكفاح و في ثورة الـ 79 ضد الشاه رضا بهلوي و كسب الشارع من أجل الخبز ولإيقاف آلات حرب آيات الله الإجرامية.
نناشد أيضاً العمال المضطهدين الروس للمضي قدماً بدحر جنرالات بوتين القتلة.
لأنهم إذا ما انتصروا في سورية فلا شك بأنهم سيقومون بالفعل ذاته ضد العمال و الشعوب المضطهدة في روسيا الكبرى
نناشد الطبقة العاملة في الولايات المتحدة و أوروبا لكسب الشارع من أجل وقف آلة الحرب عندما غزا بوش أفغانستان و العراق في سنة 2001 و 2003 لجأ إلى حجة الإرهاب وابتدع "الخوف من الإسلام" لتبرير مغامراته. واليوم تستمر مجازره في منطقتنا بحجج الإرهاب و الخوف من الإسلام نفسها التي عززها ولكنه هذه المرة يستخدم عملاء لتنفيذ عمله القذر.
إن عمال الولايات المتحدة قد عانوا مما حمله انتصار بوش من معنى في غزواته: فقدوا فرص عملهم، وبيوتهم و سياراتهم و كثير منهم نجوا بفضل قسائم الطعام بثلاثة دولارات يومياً والأمر نفسه حدث في فرنسا التي قامت بعد الهجمات الذاتية 13 تشرين الثاني والخوف من الإسلام التي رسّخوها في ذلك الحين، بإخلاء معسكر "كاليه" للمهاجرين ، وبعد ذلك، ألغوا الإنجاز التاريخي الذي حققته الطبقة العاملة في تحديد ساعات العمل الأسبوعية بـ35 ساعة.
إن الشجار من أجل فتح الحدود و حق اللاجئين التام هما مهمة ذات أولوية للطبقة العاملة الأوروبية.
وتعد مهمة عاجلة لإخواننا العمال في الولايات المتحدة و أوروبا، وقف آلة الحرب في البلاد الإمبريالية التي تسلّح حكوماتها وتقود الذين يقتلوننا في سوريا وفي الشرق الأوسط بأسره.
إنَّ الجماهير الفلسطينية قد عانت بلحمها ودمها هذه الهجمة الإمبريالية الروسية والأسدية المعادية للثورة، ضدَّ شعبنا في سوريا، كما عانت من المذابح التي تعرض لها مخيم اللاجئين الفلسطينيين في اليرموك في دمشق.
لقد استولى بشار وقواته المرتزقة من حزب الله ومن الحرس الإيراني على مدن أكثر فأكثر وتركت الصهيونية لهم المجال فسيحاً لتركيز وتعميق هجماته المعادية للثورة وضد الشعب الفلسطيني.
فَقَدَ أكثر من 500 ألف فلسطيني منازلهم في سنة 2016 فقط، وهم يدافعون عنها. دمَّرتها مخططات قتلة المستعمرين الصهاينة في الوطن الفلسطيني. وقد تضامنت السلطة الفلسطينية مع الأسد ولذلك فإنَ سلوكها ذلك السبيل يؤدِّي بها إلى قيام هوية بينها وبين الشعب الفلسطيني. لقد أشرفت ساعة تركيز الجهد وتوحيده لانطلاق انتفاضةٍ واحدةٍ فقط. تنتصر في دمشق وتطرد قوات الغزاة والصهيونية التي تحتل فلسطين. إن المعركة لاستعادة سورية حرَّة ثورية بعمالها وفلاحيها، هي المعركة نفسها لتحطيم الدولة الصهيونية الفاشية إسرائيل.
ينبغي استعادة الثورة التي انطلقت في سنة 2011 في تونس، و بِطَردِ الأمريكان من العراق في عام 2008! من أجل فلسطين حرَّة علمانية ديمقراطية وغير عنصرية من نهر الأردن حتى البحر الأبيض المتوسط، على أساس تحطيم الدولة الصهيونية الفاشية إسرائيل !
إنَّ انتفاضة واحدة من دمشق إلى القدس، من طهران إلى القاهرة و طرابلس !
إنَّنا نحن الاشتراكيين الثوريين في المقاومة السورية الذين نعد جزءاً من شعبنا المُعَذَّب، وأكثر مقاتليه تضحيةً ، نؤكد ونناضل من أجل اقناع أكثر المقاتلين السورين شجاعةً وصلابةً بأنَّ الخبز والحرية سيكونان مضمونين حتى النهاية كاستعادة سورية بأسرها، بإقامة حكومة ثورية للعمال والفلاحين، ترى في ثورتنا كحلقة في ثورةٍ للمُستَغَلِّيْن في المغرب وفي الشرق الأوسط، ضدَّ الإمبريالية.
كتيبة ليون سيدوف